تقف أطلال قصور الأدارسة صامدة وشاهدة على تاريخ جازان في المملكة السعودية حتى يومنا هذا. وتعتبر من أهم وأبرز المعالم الأثرية والسياحية في المنطقة، كما أنها رمزًا حيًا على عصور قديمة أثرت على تاريخ المنطقة وحضارتها.
وتتنوع تلك المواقع بين قصور وقرى أثرية وقلاع وبيوت ومساجد وآبار تاريخية، تحتوي على صخور وأعمدة وفخاريات وكتابات ونقوش وزخرفات، تم بنائها بين عامي ١٩٠٦ و ١٩٣٤ في عصر الإمارة الإدريسية بعسير وجازان. ويبدأ تاريخ الآثار الإدريسية قبل توحيد المملكة العربية السعودية عندما أقام فيها محمد بن علي الإدريسي عام ١٣٣٨ عندما كان مسؤولاً عن صبيا.
تتكون قصور الأدارسة من خمسة عشر غرفة، زخرفت بعض جدرانها بنقوش تشبه النقوش الموجودة في المغرب العربي، وغطيت الجدران الأثرية بطبقة من الجبس (الجص)، وسقفها كان مبنياً بأخشاب الأشجار، كما بُنيت بداخل حوائطها مكتبات مزينة بالأقواس المنقوشة التي تدل على اهتمام سكانها بالقراءة وشدة حرصهم على أن تكون بين أيديهم.
كما تتكون تتكون الواجهات من الحجر البركاني وطوب الاجر المحروق الأحمر المنتظم بالجص ويتراوح ارتفاع الوجهات إلى ٧ أمتار تقريبًا وتوجد بها فتحات للتهوية والإضاءة وفتحات الأبواب.
وتتمثل الفتحات في الأبواب وكذلك فتحات الشبابيك التي تجمل صدور الغرف وتزين بمختلف العقود والزخارف الهندسية والنباتية المستوحاة من الطراز المغربي والعثماني والأندلسي والبيزنطي وتتمثل أيضا فتحات داخلية بالسور مربعة الشكل.
وقد اهتمت الحكومة بالحفاظ على هذا الأثر التاريخي الأصيل، وأحاطت القصور بسور ضخم يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار أو أكثر. وقد أقامت أيضًأ مشروع قصور الأدارسة السياحي الذي ينتظر المواطنون تشغيله بعد أن تم الانتهاء منه منذ سنوات.
فنون الحائط للمنازل:
وصل فن التجصيص الجداري إلى مرحلة أكثر تقدمًا خلال العصر الفارسي الساساني، عندما تم استخدامه لتغطية معظم الجدران، سواء داخليًا، مثل المحراب (غرفة الصلاة)، وبطانات الأقواس، والأسقف. جدران وخارجية مثل واجهات المآذن والمداخل وفتحات الأبواب والنوافذ. ثم قام الأتراك السلاجقة بتحسينه بإضافة المزيد من الفروع النباتية. لا يزال بإمكانك مشاهدة فنون التجصيص هذه في قصور الأدارسة.
صبيا 85534 ، جازان ، المملكة العربية السعودية