الصفا والمروة اسم لجبلين صغيرين متقابلين، فأما الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس وأما المروة فرأس منتهى جبل قُعَيقِعَانَ، وسمي الأول بهذا الاسم لأن حجارته من الصفا وهو الحجر الأملس الصلب، أما الثاني فسمي المروة لأن حجارته من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينة التي توري النار.
والطريق الذي يربط بين الصفا والمروة يسمى مسعى، أو مكان السعي، والمسعى الآن داخل في المسجد الحرام نتيجة التوسعة السعودية التي تمت عام ١٣٧٥ه، تبلغ المسافة بين الصفا والمروة ٣٩٤,٥ مترًا، وإجمالي عدد الأشواط للسعى ٢٧٦١,٥ مترًا. ويبلغ عرض المسعى ٤٠ مترًا، وعدد طوابقه أربعة طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت ٨٧ ألف متر مربع.
ويُعد السعي بين الصفا والمروة من الشعائر الأساسية التي لا يصح حج المسلم دونها، وهو نُسك يحكمه مجموعة من الضوابط والشروط. حيث يبدأ الشوط الواحد من الصفا ثم ينتهي إلى المروة، والعودة من المروة إلى الصفا تحتسب شوطًا ثانيًا، ويشترط في السعي أن يكون بعد طواف سواء كان ركنًا أو واجبًا أو نفلًا.
قصة السعي بين الصفا والمروة:
ترك سيدنا إبراهيم زوجته هاجر وابنهما في وادي مكة، وكان وادياً سحيقاً وقاحلاً تنفيذاً لأمر الله تعالى، ثمّ التفت إبراهيم -عليه السلام- إلى البيت الحرام، وناجى ربه بأنه تاركًا زوجته وولده في الصحراء بلا ماء ولا زاد. وكانت السيدة هاجر سيدةً مؤمنةً بربها وموقنةً بأنه لن يُضيّعها ووليدها، وبعد أن نفد ما معها من الماء والزاد، وجف لبنها أخذ الطفل يصرخ من شدة الجوع، فأخذت تبحث له عن الماء. فصعدت إلى جبل الصفا، ونظرت حولها لتجد من يساعدها، ثمّ نزلت عند ولدها لتتأكد من سلامته، ثم صعدت جبل المروة وبحثت عمن يساعدها ثم عادت إلى طفلها، واستمرت في ذلك سبعة أشواط، حتى أكرمها الله تعالى بجبريل -عليه السلام- الذي ضرب الأرض بجناحيه فانفجرت منها ماء زمزم.
وتأتي أهمية السعي من تأكيد اللجوء إلى الله ليكشف الضر عمن قصد مسعاه، طالباً غفران الذنوب، مبتهلاً إليه بأصفى القلوب.
طريق مكة المدينة المنورة، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية